يعلم الله سبحانه مدى حبنا بالتي هي أحسن لكل من رفع راية الجهاد للطواغيت ، وحتى لا يتسع المقام في الكلام ألخص مقالتي لكل من يناصر الشيخ البغدادي ومن تبعه – رعاهم الله وهداهم -
أولا : مسألة الخلافة والبيعة عليها
لا يخفى على الشيخ البغدادي – رعاه الله – إعلان خلافته للمسلمين لا يعدو كسرا لمعاهدة سايكس بيكو وهيبة الطغاة وليس هو أمرا ملزما شرعا ونحن قبلنا ذلك على ذلك أما أن يظن ظانّ أنه أمر لا فكاك منه فهذا جهلٌ وهدرٌ لجهود كل المجاهدين والفصائل والجماعات التي قتل منها الألاف لإعادة هيبة المسلمين ورفع راية الإسلام وتضليل لهم بل وتكفير أحيانا من حمقى بعض المحاربين أو المحبين لكم زد عليه أن إعلان الخلافة للمسلمين لا يستقيم شرعا والحجة مع مخالفيكم لقول عمر بن الخطاب كما صح في البخاري وغيره " فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ، فَلاَ يُتَابَعُ هُوَ وَلاَ الَّذِي بَايَعَهُ، تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلاَ "
قلت (أبو عبيدة) :لا يغرنكم بعض الإنتصارات وحماس المنتمين حديثا لفكر الجهاد فمشورة المسلمين لا تقتصر عليكم وإلا جاز لكل جماعة تنتصرُ على طاغيةٍ في شتى بقاع الأرض أن تفعل هذا وفي ذلك فساد لا يعلمه إلا الله العلي الكبير وليس لكم ما ليس لغيركم !
فلتكتفوا بنصركم الطيب على الروافض الملاعين والكفار الصليبيين حتى يكون لكم نصر مبين على ملل الكفر أجمعين في معركتكم القادمة ونحن ندعو الله أن يكون النصر حليفكم وأن تعود الخلافة على أيديكم
ولا يضيرنا أن تكون زعامة الأمة على يدكم ولكن بالتي هي أحسن للتي هي أقوم
ثانيا : مسألة التكفير
واعلموا أن تكفير المحتكم للقوانين والمشرع لمخالفة رب العالمين لا شك في ذلك وهو كافر مبين وعليه النص والتنزيل
ولكن اعلموا أن الحجة تختلف باختلاف إسقاطها والواقعُ المرادُ لها والأمثلة كثيرة ولا يخفى على المتعلمين أصولَ الدين .
وعليه ؛ فتكفيركم الحُكام أعيانا ومن عاونهم في استقرار أمرهم لا يقبله عاقل مس عقله باب الفهم ،فالأمر على التفصيل ولابد ! قد تكون حجتُكم أقوى في تكفير الحكام لا المعاونين وجيوشهم فهما على التفصيل المعلوم ولكن المحارب دائما ما يسبق سيفُه قولَه ويسبقُ قولُه فهمَهُ ولكم في ابن الوليد – رضي الله عنه – خالد وما خالد إلا رب العالمين....عبرة وعظة وهو من هو ونحن لا نحن !
انظروا من رباه على الجهاد وفهمه ومع ذلك حدثت منه أفعالٌ في القتل لم يرضى عنها محمدٌ نبينا صلى الله عليه وسلم فما بالكم إن رآنا ورآكم فاللهم غفرا
اجعلوا قولكم متزنا وليكن التكفير للأفعال مبدأ ومنشورا ومشهورا ولا تحرصوا على تنفير الناس منكم فما الحاصل لكم من الجهر بتكفير الجيوش وغيرها ....ألا هل ثمَّ شيءٌ غير القتال !!
فلْتقاتلوا الطواغيت ومن معهم فهذا ما تريدونه والقتال لا يعني التكفير شرعا وعرفا ودليله قوله تعالى " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا " ، وقوله تعالى " "واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدى عليكم " ونحو ذلك .
واتركوا ما ينفر الناس منكم وإياكم أن تتخذوه منهجا فإنه ضار بكم لا محالة وانظروا إلى عبد الرحمن بن عوف كيف نصح عمر الفاروق وهو من هو وقد كان أمير المؤمنين كما صح في البخاري عندما سمع أن هناك رجالا يريدون أن يبايعوا بعد موت عمر بن الخطاب أحدا قد عقدوا العزم عليه في قلوبهم
قال ابن عباس – عليه من الله الرضوان - : " كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنَ المُهَاجِرِينَ، مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى، وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اليَوْمَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هَلْ لَكَ فِي فُلاَنٍ؟ يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلاَنًا، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَغَضِبَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ العَشِيَّةَ فِي النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّ المَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لاَ يَعُوهَا، وَأَنْ لاَ يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ المَدِينَةَ، فَإِنَّهَا دَارُ الهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ العِلْمِ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - لَأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ ".
قلت (أبو عبيدة) : ففعل عمر بن الخطاب ما نصحه به ابن عوف ونعم الناصح والمنتصح والدين النصيحة .
ثالثا : واعلم أخي الكريم أن سلَّ سيوفكم على فصائل المجاهدين في سوريا وغيرها منكر شرعا إذ هو بالاتهام بالخيانة والصحوات وغيرها لا بالتحكيم الشرعي وليس معنى أن الجولاني ومن معه وغيرهم خالفوكم في البيعة وغيرها أن تستحلوا أعيانهم وأموالهم ما دامت سهامُهم في صدور أعداء الدين والروافض والصليبيين
فما دمتم تحاربون لتحكيم شرع الله....فلْتتوقفوا حتى يفصل بينكم المحكم الشرعي حقنا لدماء المجاهدين الذين تركوا الدنيا لإعلاء كلمة الله ولكنهم يخالفوكم في أمر متنازع عليه شرعا ألا وهو البيعة !
فإن أبيتم أو أبوا هم كما تتضارب الأخبار فلتعقدوا هدنةً حتى تنجلي ويُهزم عدوكم " أمريكا ومن تبعها " والأمر يطول معهم فلتتقوا الله سبحانه في أنفسكم وفي المسلمين.
والدليل قوله تعالى " فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة" ، وقوله تعالى " ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "
واعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك رأس النفاق ابن سلول والمنافقين واغتيال من آذوه قبل اكتمال عز دولته، ولم يقاتل الدنيا كلها دفعة واحدة، بل هادن أقواما وعاهد آخرين، وكف عن أناس وحالف بعضهم، وحيد قبائل وأجل أخرى، وبدأ بمن يليه .. فتعلموا من سياسته الشرعية ففيها كل خير، ولا تشتتوا دائرة الصراع وتدخلوا الدنيا كلها في صراع معكم وتذعروا العالم كله عليكم ببث التهديدات تجاه أقطار الدنيا كلها، فليس هذا من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم ولا من طريقته في الجهاد .
وسنتبع بإذن الله بقية الخلاصة تباعا حتى يستقيم فهمه عند أهل الفيس ولا يطول والله المستعان.
اخخخ يا نقادي قعدت على رأيك ، طلعت حربيه ماشاء الله عليك
ردحذف